الحرب القادمة لأمريكا بقلم : د. علي العدوان



تتجه بوصلة إعادة الهيمنة الامريكية على العالم كقطب واحد ، بعد القضاء على الاتحاد السوفياتي وبروزها كقطب مسيطر، مارست سياساتها للحفاظ على مركزها العالمي حتى اللحظة من خلال فرض قوانين خاصة مثل قانون قيصر،
واتضحت السياسية الأمريكية خلال السنوات الاربع الماضية ، ومنها نستشرق السنوات الاربع المقبلة، حيث عملت امريكا على السيطرة السياسية والاقتصادية، واعادت تشكيل خطوط التجارة العالمية بمفاهيم جديدة لنقل الطاقة والغاز المسال والنفط ، وكرست امريكا العديد من الدول للحفاظ على الهيمنه على سوق الطاقة بالشرق الاوسط من خلال مد الانابيب و اطلاق ايدي تركيا بالبحر الابيض المتوسط كدولة فعل، تتقاسم المصالح الاقتصادية مع امريكا، ومع تنامي الصدامية تجاه السياسة الامريكية من قبل ايران من خلال انفراد القائد الميداني سليماني باحكام السيطرة من بغداد الى دمشق ووصوله الى اليمن من خلال عمليات عسكرية ، وتزويده بالأسلحة والخبرات ومد جسر يكاد يكون طوق حول 40بالمية من مصادر الطاقة بالعالم، بداء التصعيد الامريكي باغتيال سليماني ،والرد الايراني بضرب أرامكو.
ويأتي التصعيد الاخير على الساحة اليمنية منبها الى قرب حرب امريكية ايرانية تعول فيها الاخيرة ايران على حلفائها الجيوسياسين والاقتصادين من خلال ارتباطات بالملف النووي وكذلك النفط والغاز الايراني، الامر الذي عملت ادارة ترمب على تحييده وقطع الطريق امام ايران من خلال تفكيك الاتحاد الاوربي وتحييد المملكة المتحدة وذلك لاطلاق يد تركيا مقابل أوروبا، الامر الذي لا يتنافى مع العقيدة السياسية التركية للوقوف في وجه أوروبا مع تقاسم المصالح بينها وبين امريكا، ناهيك عن ابرام صفقة القرن لاحكام السيطرة السياسية وتأطير " اسرائيل" كدولة حليفة بالصراع الدائر .
لقد جهزت ادارة ترمب كل البنى التحتية والسياسية لاعلان الحرب ضد ايران، وذلك من خلال نشر الانابيب واعادة مفهوم نقل النفط والغاز من خلال الضخ عبر الانابيب والاستئثار بالملف الليبي الواعد في انتاج الطاقة البديلة الدائمة على مدار العام لتفي باحتياجات اوروبا وحتى العالم كله، فالتصعيد الراهن ينبئ بقرب حرب امريكية ايرانية .




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :