شعبوية ترامب تغلق واشنطن. علي فواز العدوان



يكاد لا يخلو أي نقاش سياسي أو عملية انتخابية من الخطاب الشعبوي خلال الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وهذا النمط مارسه ترامب ، وقبل ذلك تكرر في النقاشات التي رافقت عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
بات مصطلح الشعوبية أو الشغبزية ،يتكرر مع كل عملية اقتراع، بدءا من "بريكست" مرورا بحملة ترامب، وتتناوله التحليلات والتعليقات السياسية قبل كل انتخابات،
و كتب مدير مجلة "كريتيك" فيليب روجيه العام 2012 أن هذه "الكلمة في كل مكان، لكن من دون تعريف لها" و لا يزال من الصعب تحديد هذا المصطلح" لأنه يثير "جدلا" و"يعني ظواهر في غاية الاختلاف".
أما أوليفييه ايهل، خبير الأفكار السياسية في معهد العلوم السياسية في غرونوبل، فيعتبر أن صعوبة تحديد معنى الكلمة تكمن في أنها "ليست مفهوما".
ويضيف "أنها لا تستخدم للتوضيح بقدر ما تستخدم للتنديد"إنها مصطلح يمكن أن يحل محل مفردات أخرى حسب الحالات مثل "القومية" و"الحمائية"و"كراهية الأجانب" و"الشوفينية" و"تبسيط الأمور".
من جهته، يحددها قاموس "بوتي روبير" طبعة العام 2013 بأنها "خطاب سياسي موجه إلى الطبقات الشعبية، قائم على انتقاد النظام ومسؤوليه والنخب".
و يصف هذا التعريف بأنه "غامض وغير دقيق" لأن "الطبقات الوسطى، معنية بهذه الظاهرة بقدر الطبقات الشعبية".
و الشعبوية هي "البحث من قبل سياسيين يحظون بكاريزما عن دعم شعبي مباشر في خطاب عام يتحدى المؤسسات التقليدية الديمقراطية".
وولدت الشعبوية في روسيا والولايات المتحدة أواخر القرن التاسع عشر. و"الشعبوية" تعني في الأصل حركة زراعية بإيحاءات اشتراكية، لتحرير الفلاحين الروس حوالي العام 1870.
وفي الفترة ذاتها، انطلقت حركة احتجاجات في الريف الأمريكي موجهة ضد البنوك وشركات السكك الحديد.
وقد اكتسب هذا المصطلح صفات جديدة منتصف القرن العشرين في أمريكا اللاتينية مع الزعيم الأرجنتيني خوان بيرون والبرازيلي غيتوليو فارغاس، اللذين جسدا حركات شعبية بإيحاءات وطنية واجتماعية في بعض الأحيان، من دون أي اشارة إلى الماركسية ونضال الطبقات أو الأيديولوجية الفاشية.
أما في أوروبا، فإن الشعبوية تعني عادة حركات اليمين أو اليمين المتطرف، "وهذا استخدام ناجم عن التقاليد"، وكلمة "’شعبي‘ صفة يسارية، كما هو الحال مع الجبهة الشعبية. أما مفردة ’شعبوي‘ فلم تكن أبدا يسارية"، أما "الشعبوي" في فرنسا، فهو من يتلاعب بأفكار الناس لغايات سياسية" حسب قوله.
وفي خطاب اليسار المتطرف الأوروبي، على غرار حزب بوديموس في إسبانيا، هناك "شعبوية إلى حد كبير" مثل التعارض بين "الصغير" و"الكبير"، بحسب روجيه، لكن "رفض استخدام كراهية الأجانب والعنصرية في خطبهم" يفصل بينهم وبين "اليمين الشعبوي".
وقد بدأت هذه الاشكال السياسية بالصعود و التعبير عن قضاياها في عام 2003بحسب المختصتين وهي ظاهرة نتاج السياسات العامة والقلق الاجتماعي حيال قضايا اجتماعية منها تدفق المهاجرين، والركود الاقتصادي وارتفاع نسب البطالة بالمجتمع ولانتقادات الدقيقة للديمقراطية غالبا ما تستعيدها الحركات اليمينية المتطرفة.
ويصف فلورباي ترامب بانة شعبوي مفسرا ذلك "بانة يريد إغراء ’الرجال والنساء المنسيين‘ وينتقد وسائل الإعلام والانتخابات والمؤسسات".
وكذلك "كانت الحملة الانتخابية لترمب قبل أي شيء حملة لليمين المتشدد" ارتدت طابع "الخطاب الشعبوي".




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :