اليوم لم نر أزمات أمام محال البقالة والخضار والفواكة ،ولم نشاهد طوابير وازدحامات عند المخابز ولم تعج الطرقات بالسيارات وبالذات الفترات المسائية،ليس بسبب تساقط الامطار بكثافة بعد انحباس ..الامطار مبهجة لكل كائن على سطح الارض، عندما تسقط الامطار كنا نخرج الى الشوارع والحارات ،نرفع رؤوسنا الى السماء ، ونطلق الاغاني والاهازيج ، كما يهلل الفلاح " يالله الغيث ياربي نسقي زرعنا الغربي " ..
هذه الجمعة مختلفة ومبهجة بعد أن فك قيدها ، الآن يحق لنا أن نقول لكم "جمعة مباركة" ، بعد أن خرجنا من الحصار والإغلاق، وطويت صفحة الحجر فيها ،وعادت الينا بعد غياب ، بعد أن نسينا ملامحها ،وأبجدياتها وتراتيلها الصباحية ، يوم الجمعة له قدسيته وطقوسه الاجتماعية الخاصة..الفطور الصباحي مختلف عن أيام الاسبوع ، جمعة العائلة تحوطها الألفة ..الزيارات لا تنقطع ولا تتوقف ..الغداء مختلف، إما أن تخرج الى مكان أو تلتم العائلة عند كبيرها، كنا ننتظر يوم الجمعة بشغف بعد اسبوع طويل من العمل ،احيانا نخرج في نزهة نفترش الأرض تحت الاشجار ، أو نذهب الى السوق ، التسوق يوم الجمعة له مذاق خاص ،الشراء على الأرصفة ،والبائعون تعلو أصواتهم ليس هناك رقيب عليهم.
في أول يوم جمعة بعد غياب لشهور وشهور ، سنعود الآن الى الذكريات التي يحملها هذا اليوم ...
، لا أحد يخيفنا ..سنمارس حريتنا التي أصبحت هشة في ظل قيود الحظر..اليوم استعدنا يوما من الحرية ..
السؤال هل كان من المجدي الحجر يوم الجمعة ، لا أظن ذلك، وهل حصل انخفاض في عدد الإصابات،وماذا عن الاضرار التي لحقت بالقطاعات المختلفة ؟