غريب و عجيب!! بقلم: مصطفى خريسات




حزنت من قلبي وانا اقرا خبر استقالة حكومة هولندا برئاسة مارك روتي بسبب تافه انها اتهمت عائلات هولندية بالحصول على اعانات من الحكومة دون حق.
و قد أجبرت الحكومة (عندهم) تلك العائلات على إعادة الأموال إلى الخزينة ثم تبين بعد التدقيق انها اتهمت تلك العائلات بالاحتيال ظلما وان طريقة الحصول على تلك الأموال قانونية و سليمة.
فالرئيس لم يستطع ان يبقى في موقعه لحظة واحدة بعد هذه الفضيحة الكبيرة في (نظرهم) و استقال مع حكومته معتذرا للشعب الهولندي على هذه الفضيحة التي اقترفت بحق فئة قليلة من أبناء الشعب.
بصراحة لم أحزن على العائلات التي اتهمت و ثبت براءتها، و لا على الشعب الهولندي بقدر حزني على الرئيس و حكومته.
سامحه الله لماذا يستقيل؟ لو كان لدينا خبر بنيته للاستقالة لقدمنا له نصيحة بأن يأتي الينا و يلتقي مسؤولينا و ياخذ جرعة استهبال او وقاحة او (سموها ما شئتم ) و ذهب إلى هولندا و تحدى ليس تلك العائلات بل الشعب الهولندي بأكمله و اشترى أصوات البرلمانين و اوعز للمنافقين و السحيجة ليخرجوا مطالبين بعدم الاستقالة و زاد من الحراسة الأمنية و استغل منصبه و تحدى الجميع و بقى على كرسي الوزارة.
في الأردن أواخر العام الماضي اثيرت ضجة كبيرة على فاتورة الكهرباء و تشكلت لجان و تحدث مسؤولين و بحث نواب ، و كانت النتيجة الاعتراف بما اسموه (خطأ) بالفاتورة و تم طرح خيارين: إعادة المبالغ للمشتركين او ترصيدها على فواتير قادمة و كانت النتيجة لم ينفذ أيا من الخيارين و استمرت الحكومة و بقيت الشركة و سكت للبرلمان و هدأ الشعب و انتهت القضية.
طيب
قصة أخرى عندما تلوثت مياه العاصمة في أواخر التسعينيات خرج علينا رئيس الوزراء عبد السلام المجالي و وزير المياه منذر حدادين بتصريحات رهيبة و مخيفة و كانت النتيجة بعد التحقيق و التدقيق إنهاء خدمات الحارس الليلي لمحطة زي.
و اخرى
عندما تحدث المرحوم عبدالرحيم ملحس عن فساد الغذاء والدواء و هو وزيرا للصحة في حينه، يعرف ماذا يقول، لم يوخذ كلامه بجدية اطلاقا بل تمت معاقبته في إقالته من منصبه.
كمان
صديقنا حيدر الزبن تمت محاربته بشكل مستمر إلى أن قرف المواصفات و المقاييس و زيارتي الأخيرة له في مكتبه بتلك الموسسة اعلمني انه قرف العمل و الضغوط من كل الاتجاهات و يريد أن يرتاح و حصل ما حصل.
و أيضا
بركة البيبسي التي ذهب إليها الرئيس الحالم في بداية عهد حكومته الأولى و برفقة عدد من الوزراء و الصحفيين و الكاميرات و أكد انه خلال اسبوعين سيتم العمل على إنهاء مأساة بركة البيبسي و لغاية الآن لم يحدث شيئاً.
عصافير الجنه.
عندما استشهد 22 طالبا في رحلة البحر الميت استقال وزيرين من موقعهم وفي أقل من شهرين كانا في مواقع افضل وكانت النتيجة اتهام مديرة المدرسة والمكتب السياحي.
القائمة تطول في كل قطاع من القطاعات هناك مأساة تمس كل الشعب الأردني لكن لله الحمد أن المسؤول يفعل ما يريد سواء أكان لمصلحة الشعب او لغيرها او رضي هذا الشعب او لم يرضى ومهما خبص يبقى في منصبه ،حتى لو اتهم الشعب بالحمير فلن يجد من يحاسبه ولن يكون لدية مسؤولية أدبية للمحاسبة نفسه كون فاقد الشيء لا يعطيه.

سامحك الله مرة أخرى مارك روتي و سامح وزراءك لقد كان الحل سهلا جدا و بسيطا الموضوع برمته يتم تحميله و رميه على وزير التنمية الاجتماعية و وزير التنمية يرميه بحضن مدير صندوق المعونة الوطنية و بالتالي تبقى في موقعك بحكم انك حاربت الترهل و الفساد و يبقى وزير التنمية ،و يذهب مدير صندوق المعونة، ولا مانع من الاعتذار حينها، وان اضطررت احلف كما يحلف رؤساء الوزراء في بلادنا بشرفهم تارة و بشرف المنصب والمهنة تارة أخرى كأنهم يجلسون في مقهى بسقف السيل وتنتهي السولافه.
خلاصة الموضوع لقد حصل ما حصل و استقلت من موقعك يجب أن تبحث عن خطة ب المتضمنة تصحيح الخطأ بالايعاز للبرلمانيين ليخرجوا إلى الشارع للمطالبة بالعدول عن الاستقالة ،ولا مانع من (كد) جاهات شعبية و عشائرية إلى منزلكم و استقبالهم ،كل هذا أمام مراى الرأي العام للتتراجع على أساس انك الملهم و المنقذ ،و عودتكم هي لأجل الشعب و ليس لشخصكم الكريم و على هذا تنتهي القضية.

يعني دبر حالك




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :