الإصلاح بين مضيعة الوقت والواقع بقلم : مصطفى خريسات




يبدو أن الإصلاح كواقع بعيد المنال في ظل اعتبارات غير وطنيه وغير مبنية على أسس متينة صادقة شعارها الوطن والعدالة
ومن خلال النظر إلى التاريخ القريب نلاحظ اننا نبحث عن شماعات نعلق عليها الفشل المستمر، تارة على الأوضاع الاقليمية وأخرى العالمية ، لكننا لم نعترف قط بأي فشل داخلي ،واذا تم الاعتراف على حياء، يحمل على الفردية وليس النهج السائد٠
دعونا نتذكر التباكي او البكائيات على المصائب الداخلية عندما حملنا اولها على احتلال العراق الشقيق، رغم أن الواقع عكس ما تحدثوا به أن العراقيين جاؤوا إلى البلاد بالتوازي مع الأموال التي دخلت فارتفعت الأسعار ودفع المواطن الثمن!!
وجاءت الازمة الاقتصادية العالمية عام ٢٠٠٨ وحملناها كل تلك الشماعات وعلى كافة الصعد
واستمر تحميل الفشل إلى ما حدث في سوريا الشقيقة نسأل الله أن يفك كربها واصبحت أيضا شماعة فشل اضافيه، وجاء الربيع العربي وحملناه أيضا المسؤوليه، وجاء انقطاع الغاز المصري والذي شال وزر ملف الطاقه برمته ومنذ تلك اللحظه أصبحت دويخة الطاقه المستمر إلى اليوم،
ثم جاءت الازمه اليمنية والليبية والتونسية وغيرها وعلقنا فشلنا على ذلك، وربما لو حدث شئ في نيكارجوا أو أي بقعة في العالم سنهرب من فشلنا ونعتبرها شماعة أخرى وهكذا تستمر الحياة لدينا!!
في هذه المراحل التي كنا نعلق فيها الفشل على العالم الخارجي والدول المحيطة كانت هناك دول في الإقليم والعالم تتقدم وتزدهر ولم تقم بالتباكي ، لإن لديها إصرار على تحقيق أهدافها في خدمة الوطن والمواطن، ولم نسمع منها تحميل الأخطاء والفساد على الدول الأخرى، ولم تقم في "البعبشة"بجيوب مواطنيها من خلال ضرائب ورسوم مبتكرة وغير منطقية وفرضها على شعوبها٠
للأسف المتتبع لوسائل الإعلام يجد وبشكل يومي ان التباكي سمة غالبة ابتداء من المياه والبطالة والجوع والمديونية والزراعة والصناعة والتعليم والطاقة وغيرها الكثير
إذن عن أي إصلاح نتحدث؟
في المقابل فقد وصلنا منذ بداية عام ٢٠٢٠ إلى الآن من مساعدات ومنح لمواجهة وباء الكورونا ونقف الأن عاجزين عن شراء مطاعيم لهذا الوباء ، ونحمل مسؤولية ذلك إلى الشركات المصنعة!! اين ذهبت تلك الأموال؟
في المقابل أيضا لدينا ديون خارجية وصلت إلى ٣٣ مليار دينار، على اي مشاريع صرفت لمسها المواطن الاردني وافتخر بها ، عدا القروض الداخلية والتي تجاوزت ٦ مليار٠
ولا زلنا نشكو بدل من انشاء مشاريع استراتيجية وطنية خالية من دسم الفساد وتكون داعمة للوطن والمواطن إلى اليوم وربما غدآ،
لم نسمع من الحكومات المتعاقبة الا الشكاوي من كلفة فاتورة رواتب المتقاعدين وعبء المواطنين على الدولة وكلفة رواتب العاملين فيها وهذا ليس تحميل جمايل من الدولة بل حق المواطن عليها ان تقدم له العيش الكريم ٠
والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن هل يدرك المعنيين بالأمر ان 4/3 شباب الوطن على اهبة الاستعداد للهجرة وترك الوطن والبحث عن وطن اخر يحتضنهم!!
آليس من المخجل ان يقولوا ان ما يقارب ٤٥٠ الف طلب لدى ديوان الخدمة المدنية ينتظرون دورهم ومنهم من لديه أكثر من عشر سنوات ينتظر!!

الدول لا تبنى بدغدغة العواطف هنا وهناك لأن هناك قواعد متينة يجب أن تبنى عليها هذه الدول ٠

بالأمس نشر خبر أن هناك موسوحات للبحث عن النفط كما قالت وزيرة الطاقة وسيتم استئجار المعدات واليات خاصة بذلك(!!) في المقابل ولنكن أكثر وضوحا ان سوريا الشقيقة في عز ازمتها تم اكتشاف كميات من الغاز والنفط دون الحاجه إلى هذه الهليلة التي تمارس الخداع والتي تكررت عشرات المرات٠

في الكيان الصهيوني المحتل استطاع ان يشتري لقاح وباء الكورونا وأكثر من نصف سكانها اخذ ذلك المطعوم ،ونحن لا زلنا لم نصل إلى ١٥٠ الف ممن أخذوا المطعوم ٠
في أمريكيا التي نعتبرها الحليف الاستراتيجي في ظل الادارة الحالية أعلنت خطة مساعدة طارئة بقيمة ١،٩ تريليون دولار ستتبعها خطه أخرى تركز على انعاش الاقتصاد والاستثمارات عدا ما قدمته الإداره السابقه٠
واخيرا
من حق المواطن ان يرجع الى الحالة الماضية ويقف عند الحالة الحالية وينظر إلى الحاله المستقبليك ليعرف أين وكيف سيعيش؟؟




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :