مسرحية « الشّخص» .. هل انتهت ؟ طلعت شناعة




بعد نجاح مسرحية « الشخص» التي قدمتها فيروز عام 1968 على مسرح « البيكاديللي» في بيروت، حاول المصريون تقديم « نسخة مصرية» منها، وكانت قد ظهرت المطربة عفاف راضي التي اعتبرها المصريون آنذاك « النسخة المصرية للمطربة فيروز». ووقتها عام 1982 ،تم تكليف الشاعر أمل دُنقل من اجل « تمصير» النّص. وكان الهدف «إبراز» عفاف راضي التي منحها بليغ حمدي اجمل الالحان وقيل وقتها انها تملك صوتا «اوبراليّا».
الغريب ان مسرحية « بياعة البندورة» وفي مصر «بيّاعة الطماطم». وللاسف فإن التلفزيون المصري لم يُذع المسرحية بحجّة ان العمل ضمن «مقاومة التطبيع»،ويكفي ان مؤلف النّص للشاعر أمل دُنقل صاحب قصيدة « لا تُصالح».
وبذلك حُرمت المطربة عفاف راضي من «شهرة» كانت تحلم بها وبخاصة عند المقارنة بينها وبين الكبيرة فيروز.
« الشخص» اللبنانية والتي اعدها الاخوان رحباني وشارك ببطولتها المطرب نصري شمس الدين والفنان أنطوان كُرباج الذي جسّد دور « الشّخص» الذي يحظى بأعلى سلطة رسمية في البلاد. قرر مرة أن ينزل ليقابل الناس، لذلك فقد أخليت الساحة التي يبيع فيها الناس بضائعهم بأمر من المتصرف (نصري شمس الدين)، ووضعت اللجنة برنامجاً لقدومه، كما زينت الساحة لاستقباله.
ضمن هذا المشهد تأتي صبية (فيروز) لتبيع البندورة على «عربتها» القديمة. وفشلت كل المحاولات لإبعادها هي و" عربيتها». وبوصول « الشخص» اندفعت الفتاة لترحب به،ولتغني له أغنية شعبية مع دبكة. بعد فترة قصيرة اعتذر الشخص، وغادر دون أن يشارك في الغداء الاحتفالي الذي طبخ على شرفه.
اغتاظ المسؤولون من هذا الفشل، واتهموا «البنت» بأنها أغضبت «الشخص» بتصرفها غير المسؤول. «عربيتها» هي كل ما تملك ورثتها عن أبيها المتوفى، وهي وسيلتها الوحيدة كي تعيل إخوتها الصغار، الذين يعتمدون عليها كلياً، صودرت منها، وأخذت كرهينة من أجل المثول أمام المحكمة بسبب سلوكها «المُشين».نصحوها بتوكيل محامٍ (فليمون وهبي)، لكنه رفض أن يأخذ «بندورة» كأتعاب، وتتحول بياعة البندورة الى « المحكمة».
هذه المسرحية تمثّل « الحال اللبناني» والعربي عامة. و" الشّخص» في المسرحية تجد له أمثالا عديدة في حياتنا.
دائما هناك «شخص» بل « أشخاص» يثيرون الريبة وينغّصون حياتنا.
دائما.. !!




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمانيات الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :